الجمعة، 27 نوفمبر 2009

ابتسمي ...

ابتسمي

ملَّت الخليقةُ تِلكَ الرتابة


ابتسمي


و أرسلي في ذاكَ الأصيلِ سحابة


صبي لـ الليلِ كأسَ خمرٍ


فقد نِفذَ منهُ شرابه


أعيدي رصفَ السماءِ بالنجومِ


حيكي للكونِ ثيابه


و لا تبتعدي عني يا فتاةِ


فحُبُّكِ أكبرُ


حبُّكِ أقوى من أن أستطيعَ اجتِنابه


لا تتفأل كثيرا ....

لن أطلبُ مِنكَ الرُجُوعَ

لكِنَّني سأُعاتِبُك ...


و لا أريدُ أخذَ ثأري مِنكَ


إنَّني في كُلِّ الأحوالِ غَالِبُك ....


صحيحٌ أنني بَكَيتُ لا أُنكِرُ !!


لكِن ليسَ لِفُرقِاكَ يا مَن كُنتَ حَبيبي


بل لأنني في صَدري كُنتُ أُعاقِبُك...


لقد جِئتُ لأقولَ لكَ شكراً يا مَن كُنتَ حَبيبي


لأنني اليومَ قَد شُفيتُ مِنكَ


و زالَت طعناتُكَ مِن صَدري


و التأمَت جراحاً زَرَعَتها مَخَالِبُك ...


و لتعلم أَنَّني ما كنتُ أودُّ المَجيئَ


لكنَّ ما جاءَ بي إليكَ..


بقايا ما أرسلتَ لي..


و حقائِبُك ...

إعترافات ... (( 5 ))

رحلتِ غيرَ آبهةٍ

و تركتني على الرَصيفِ هنا


حتى أنَّكِ لم تلتفتي


خُذي شالكِ ...سأشتري كَفَنا


خذي كلّ أشيأكِ


رسائلكِ


هداياكِ


لا أريدُها وَطَنا


سأبقى كما خُلِقتُ يا حَبيبَتي


غريباً


لا أرضَاً ولا سَكَنا

إعترافات ... (( 4 ))


مازلتُ أحبكِ

لا تصدقي كذبي


مازلتِ هناكَ


في قلبي


في عينيَّ


في مزارعِ الهُدُبِ


أحاول كرهك يا صغيرتي عبثاً


حاولت مراتٍ


لكن نسيانكِ صعبٌ...


ليسَ طوعَ يدي...

إعترافات ... (( 3 ))

سامحيني سيدتي

فقد حاولت نسيانك مرة ...و ندمت

ساحميني..


حاولت أن أنتزعك من صدري ... و فشلت...


هل تسمحين لي بقبلة..؟؟


سأكفّر عن ذنبي ...


أجل .. لقد قررت ...

إعترافات ... (( 2 ))

جميع الحانات تبيع دمي

و كل عود ثقاب يحرقني


فارغ أصبحت مثل كأسي


منسياً مثل أمسي


ثرياً مثل بؤسي


أشعر بأن جميع الشوارع تحاول الإمساك بي سيدتي


و جميع الأنوار في الطرقات تشير إليّ


حتى أوراقي ما عادت تشرب حبري كما كانت


عودي سيدتي قبل أن أختنق....

إعترافات ... (( 1 ))


ما يغريكِ سيدتي في جَسَدي النحيل ...

ما يشدُّك اليَّ و أنا خطيئةُ الزمنِ البخيل ...

ابتعدي عنّي فإنني أكونُ قاتلاً بالحبِ مرةً

وألف مرةٍ ألعب دورَ القتيل....

و تسألينني كيف يكون المساء


أنا و عيدي

عيد للحُبِ آخر أقضيهِ مع تبغيَ المُشتعِلِ

و حفنةُ ذكرَيات...


عيد للحُبِ آخر أعودُ فيهِ لكيسِ الهدايا


و صورٍ كُنتِ فيها قريبةً


حيثُ لا دُروبَ


و لا حدودَ و لا مسافات...


كأسُكَ يا عيدَ الحُبِ العاشرِ في عُمري


و ثلاثِ شهورٍ و أربعُ ساعات...


سنسكرُ اليومَ سويا


من غيرِ خمرٍ سَنَسكر


سنُحاوِلُ جمعَ أشلائِنا


و نُحاولُ أن نتذكَر


و سنَصنَعُ بِروازاً جَديداً لِصورةٍ خلفَ زُجاجٍ تَكَسَّر


كأسَك يا عيدُ


بصحةِ آخرِ قبلةٍ


و آخرِ موعدٍ


و آخرِ الشمعات ...

إلى دمشق

ككلِّ الفُرسَانِ هُنا ... أضَعتُ جَوادِ

أفلتَ منّي


و رغماً عنّي ... تاهَ في زحمَةِ الأضدادِ


كما تاهَ فارِسُهُ ما بينَ الدينِ و الإلحادِ


ألمٌ يا دِمشقُ يشقُّ ملامِحي


جنونٌ أصبَحَ في هواكِ عِنادِ


آهٍ لو تعلمينَ هَوايَ


آهٍ لو تشعُرينَ بوحشَةِ العُبّادِ


لم أعُد كما كنتُ قَد أصبَحتُ أظلَّةً


ترتمي في الطينِ


في الأرضِ ... من شِدَّة الإجهادِ


لم يعد للدُنيا في ضناكِ مودّةً


صِرتُ أهرُب حتى من زينةِ الأعيادِ


ألن تُشفِقي..؟؟؟


ألن ترحَمي..؟؟؟


ألن تنهاكِ دموعي عن قساوةِ الجلادِ


سأظل أحِبُكِ لن تستكينَ جوارحي


لا لن أكفَّ يوماً ... سأظلُّ أنادي


لا يعرفُ الحبيبُ اليأسَ إسألي قَلبي


إسألي دمعي و اسألي أهدابِ


أيا رب قرب أشتاتَ فُرقَتِنا


هذا منايَ مِنكَ و هذا مُرادي

رجولة مهشّمة

قولي مـــاذا تُريدينَ مِـــن مُدنفٍ
ألقــــــاهُ الهــوى في لجَّةٍ و رَماهُ

يبــيتُ شــريَد الـــروحِ في جَسَدٍ
نــــارُ الجفـــى مأكَـلَُهُ و سُـــقياهُ

مجندلٌ بينَ هــمٍ لا مـــيلادَ لـــهُ
وَ غَدٌ ترامــى القهـــرُ في دُنــياهُ

و فؤادً ترمَّـدَ لا رُوحـاً تـنوءُ بــهِ
تنـــثُرهُ الريــاحُ و تنتشي بِــبَلاهُ

و أعُــينٌ جــفّت و زالَ بريــقُها
و جبــينٌ كــلَّلَهُ الخُذلانُ كَــسَاهُ

و رُجُولـةً كلـواءٍ كُـنتُ أرفَعُـــها
و زمـانٌ بِصِـبايَ تخَضَّبَت كَـفّاهُ

ماذا تُريديـنَ مِن بقايــا عـــاشِقٍ
هَــــدَّه عِشــقٌ بالأمــسِ أشــقاهُ

إبحـَــثي عـن غـيريَ إنني طَـلـَلٌ
لا قـوافل تـعبره أو تـبتغي ســكناهُ

علمينا

لا خيــرَ في أرضٍ لــم تُـروى بأهــليهـــا
و لا خيـرَ في قــومٍ ما عمرَهـُــــم نَــزَفوا

إن الأرضَ التــي لــم تشــــرَب أحبتهـــا
تبقـــى ذلـــولاً لقُطــاعِ الـدَربِ منعطــفُ

يا فلسطيــنُ أما ارتويـــتِ يــا عَطشـــى
كــــادَ الحصـــى من العِنّــــابِ يـنجَــرِفُ

أمــا آنَ لـــكِ أن تـعشقــــي السـُــــكنــى
أمـا استهــواكِ عشـقٌ أو نــــالكِ تـَــرَفُ

تباهـَـــي يا عشيقـةَ الرجــالِ و افتخـري
مَــن مثـــــلُكِ أرضٌ بـالعــــزِّ تَلــتَحِـــفُ

رجالُكِ بايـــعــوكِ المـــوتَ مـــا وَجِلــــوا
و نساؤكِ إن أنجبنَ جـاءَ الفخرُ و الشرفُ

حملـوا الحجارةَ في وجهِ الحــديدِ سُخريةً
ليعلِّمـــوا التـــاريــخَ أن الصـَـخر مُختلِـفُ

و كيـــفَ للرِعــديــدِ أن يســلوا برابـيـــةٍ
فيهــا الأســودُ أضنـاها الجـوعُ و الكَلَــفُ

و كيفَ عُـراةُ الصدرِ يــزمجــــروا نَزَقَـــاً
و كيفَ الجبـــانُ خلفَ الســــورِ يَرتَجِـفُ

سألتُ التاريــخَ يوماً عن أمثــالِكـُـم أمــمً
صَرَخَت حُروفـُــهُ أنهُـم ما مِثلــكُم عَرِفوا

شعبٌ إذا جائَهُم طِفــلٌ زغـــردوا فَرَحَــــاً
و إذا مـا اجتبـــاهُ اللـــهُ هللــوا هتفـــــوا

زينــــوهُ بالغـــارِ و الزيتونِ و ابتهلـــوا
للـــهِ أن يـــأخُذَ مـِــن أخــوانِــهِ خَلَـــفُ

علمونا صُنعَ المجدِ و ما أسرارُ صَنعَتِـهِ
للعزِّ جوعٌ فينا و في أعماقِنــا شـَــغَــفُ

نبكي لمجدٍ يُعلّقُ على جُدراننِـــا عَبــَـثــاً
و أمجادُ الدنيـا على أعتابِكـــُــم زَحَفـــوا

سأقِـفُ هُنـا لـن أكمِــل إننـــــي أخشــى
فمن أنـــا كـي أكتــب فيكُم و أن أصِـفُ

إلى من أحببتها

إلى من أحببتها :

لن أقولَ وداعا


لأننا ذاتَ يومٍ سنلتقي .... لا لن أقولَ وداعا


هنيئاً لكِ تلكَ الشجاعة


هنيئاً لكِ انتصاركِ على شيءٍ كنتُ أحسَبُهُ حُباً .... وما كانَ
إلا خِداعا...


هنيئاً لكِ بَرَاءَةَ الجرَحِ


و شهادةَ القَتلِ مع مرتبةِ الوضاعة...


لكن لتعلمي من أكونُ و مَن أنتِ


أنتِ المسمارُ الرابعُ في نَعشي


و أنا أولُ مَن بنى في قلبكِ البِكرُ قِلاعه


أنا من يستَطيعُ النسيانَ بحُكمِ العادةِ


لكنك لن تَنسَي أبداً أولَ رجلٍٍ أبحرَ في موانيكِ شِراعه


هنيئاً لكِ جَرحي


و هنيئاً لي قلبٌ طالما حاولتُ قَتلهُ


واستطعتِ أنتِ إنتزاعه

من المتكلم

علّقوا مِشنَقَتي

فأنا من قتلَ الله


و أنا من صَلبتُ المَسيحَ في أروقتي


أنا من اغتالَ سنابِلَ القمحِ


و أنا من زرعتُ في صدرِ العدلِ رُمحي


و عمدتُ جُرحي و أسرفتُ في مِحرَقَتي


****

علقوا مِشنَقَتي

فأنا من سرقَ الضِحكةَ مِن وجوهِ العابرين


و أنا من دنَّسَ القُرآن في عُقُولِ الخاشِعين


و أنا و أنا و أنا


من نَكَّستُ الشهامةَ و أزهقتُ الجبين


لا تسامِحُوني


لا ترحَمُوني


فأنا من اغتصبَ الأرضَ و أوصى بالجنين


***


علقوا مشنقتي


هناكَ على كلِّ بابٍ مِن أبوابها


على كلِ شُباكٍ


على كلِ ياسَمِينةٍ


على كلِ ضريحٍ لقرابينها


علقوا مشنقتي

إبتهالات ... (( 58 ))

سيدتي

هل وصلتكِ رسالتي الصباحية ...

طهوتها مع قهوتي


مزجتُها ببعضِ حباتِ الهال الفيروزية ...


دمتِ لي جمالَ شرودٍ


و نشوةً .. استثنائية ...

إبتهالات ... (( 57 ))

و أنتِ معي يا حبيبتي

أصبح إلاهاً


أحرك السحابَ بإصبعي


أحرقُ الهواءَ مثل تبغي


و أغفّي النجومَ في مخدعي


و أنتِ معي...


يصبحُ الغُبارُ قصيدةً


و السماءَ دواةَ حبرٍ


و البحارُ تسري رعشةً في أصابعي


و أنتِِ معي...


يا طيب الخطايا يا حبيبتي


و يا طيبَ تضرُّعي


سأدعُ الله دوماً يا حبيبتي


لا لشيءٍ...


فقط لكي تظلّي يا أميرتي تسكُنينَ أضلعُي...

إبتهالات ... (( 56 ))



يا من تقرأون قصائدي

و تعجبكم قوافيها....

و تستمتعون بسردها

و تحبون ما فيها ....

اعلمو أن كل قصائدي قد سرقتها

و كل كلماتي اغتصبتها

و كل حروفي نهبتها

من عيون حبيبتي

من شعرها

من شفاه أراد الله أن أسبيها...

إبتهالات ... (( 55 ))

أتنازلُ عن كلِ شيءٍ يا حبيبتي لأجلِكِ

من دونِ مُقابِل ...


عن أيِ قطعَةٍ مِن جَسَدي


عن وطني إن أردتِ


عن نسبي إنني مُتَنازِل ...


فأنتِ الأهلُ و الجبينُ و الأوطان....


و أنتِ يومَ القيامةِ يا حبيبتي في يميني


صكُّ الغُفران...

إبتهالات ... (( 54 ))

ألم تصلك رسائلي

ألم تقرأي في تلك السطورِ توسّلي


رعشة الحروف تلك يا حبيبتي


ليست من حبر القلم


بل من دمٍ جرى مذعوراً في أناملي


أحبك سيدتي


و كل شيء في هذه الدنيا لا يعنيني


إذا ما كنت يا سيدةَ النساِء لي

إبتهالات ... (( 53 ))

كفاكِ كِبرياءً أحمقاً

كفاكِ سَخافة


جِلدُكِ يسحَبُني مِن شَعري


و عيناكِ سيدَتي لم تجعلانِ للبُعدِ مسافة


شعرُك يَنهَرُني


و نهداكِ مزَّقاها نَزَقَاً شِغافَه


و تجبُنينَ


و تكذِبينَ


و تكظُمينَ هَوىً فاضَت رغماً عنكِ ضِفافَه


أشتمُّ الحاجةَ مِن أنفاسِك يا صَغيرة


صوتُكِ يُخبِرُني


تفضَحُكِ تلكَ الظفيرة


إستيقظي مِن سُكرِ الخُرافة


بايعيني الولاءَ سيدتي


وتملّكي َقلبي


و اصعَدي عَرشَ الخِلافَة

إبتهالات ... (( 52 ))

صرخت بكل اللغات لراحَتَيكِ

بلغة الخوف


و الحاجة


و الوحشة


بصوت ترنح مهزوماً أمام شوقي إليكِ

إنني أحتاجك سيدتي


أفتقد حرارة المكان


صرت أجهل الألوان


ما عدت أعرف أي الدروب تحملني لبيتي


مبحوحة رجولتي


و شفتي أعيتها الذاكرة


تفاقمت طفولتي


و عينايَ مُذ رَحَلتِ صارتا طُيوراً مُهاجِرة


كلُّ شيءٍ فيَّ ما عاد يعنيني


حتى أطرافي غدت مبعثرة


أفتقدك سيدتي


عودي كي لا أموت كافرا.....

إبتهالات ... (( 51 ))

لا تغضبي يا حبيبتي مِن قصائدي

و مِن نِسَائي

فكلُّ قصائِدي كتَبتُها لهذهِ العَينَين

إنني شاعرٌ أجعلُ الأشياءَ نِسَاءً

و أُلبِسُ الكؤوسَ رِدَاءً

و أجعلُ مِنَ الستائِرِ تَنَانيراً و فسَاتين

أجعلُ من الحرُوفِ شُمُوعاً

و أخلُقُ مِن الكلِمَاتِ جُوعاً

و من النهودِ ضحايا ومِنَ الشِفَاهِ مُقاتِلِين

لا تغاري يا حَبيبتي

ليسَ سواكِ في حَقيبَتي

و لم أُهدِ يوماً سِوَاكِ الياسَمين

هل ما زلتِ تُصَدِّقين

يدايَ طالما داعَبَتكِ بِلُطفٍ

فهل كانَت يَوماً سَكَاكِين

و شفتايَ طالما فَتَّشَتكِ

فهل يوماً أضعتِ الحُلمَتين

هل ما زلتِ يا أميرَتي لا تُصَدِّقين...؟؟؟

إبتهالات ... (( 50 ))


إبتهالات ... (( 49 ))

لا أنكِرُ يا حبيبتي أننَّي كذَبتُ عليكِ كثيرا....

و لا أنكرُ بأننَّي كتَبتُ إليكِ كلاماً خطيراً خطيرا ....


و لوَنتُ الكلمات


و قطفتُ ملايينَ الوردات


و جعلتُ من عينيكِ بيتي و وطني مِن تلكَ الظفيرة ....


لكنني اليومَ يا صغيرتي سأعترفُ


لن أقبعَ في جِلبابِ العَشيرة....


أنتِ كلُ شيءٍ يا حبيبتي


اقبليني شالاً ...


عقداً ... عبداً حقيرا ...


لا يهمني يا حبيبتي أبداً


لأنني أصبحتُ في حبّكِ شاعِراً و أميرا...

إبتهالات ... (( 48 ))

قلت أنّني لن أخونَ .... و خُنت ...

و قلت أنّي لن أنظرَ أبداً

و في الخفاء نظرت...

و مارستُ الغدرَ خلسةً و بالغدرِ غرقت ...

و بأكثر من قبلة تورّطت...

ليس الأمر بيدي أيتها العينان الجميلتان...

فالنهد كان أقوى من صبري ....

فـــ ضعفت ...

إبتهالات ... (( 47 ))


اليوم يا سيدتي اكتشفت جهل العالم بأسره

و اكتشفت بأن نيوتن كان غبيا.....

كلهم يقولون بأن الجاذبية تشد الأجسام للأسفل

و أن اكتشفت معك سر الجاذبية .....

شيء يرفعني إلى السماء

عكس ما يقولون..

يجعلني أمشي فوق الماء

عكس ما يدّعون..

و يجعلني شاعراً و نبيا....

ضميني سيدتي أكثر ... فأكثر ...

و سألغي النظرية النسبية ....

إبتهالات ... (( 46 ))

لستِ ككلِّ النساءِ اللائي عَرَفت....

و نهداكِ غريبانِ

شهيانِ

مُختلفانِ

ليسا ككلِّ التفاحِ الذي أكلت ....

و لشفتاكِ أول حرفٍ كتبتهُ

و أول قصيدةٍ نطقت...

أنت يا أميرتي و بكل صدقٍ أقولها

أشهى امرأة تذوقت....

و أطول حمى فيها سكنت ...

و البحر الذي أبحرت فيه و ما رجعت...

و إن ذهبتِ يوماً يا حبيبتي

اعلمي بأنني سأموت فوراً

سأموت حتماً ... إن عَرَفت....

إبتهالات ... (( 45 ))

لملميني سيدتي

اجمعيني...


لا أقوى على النهوض

ساعديني...


صرت ألف رجلٍ


ألف جثة في حرب الياسمين...

كنت أعلم أنني سأهزَم

كنت أعلم

كنت أعلم أنني سأرجَم


كنت أعلم


و كنت أعرفُ من عينيكِ أنّكِ لن ترحميني...


كنت أرى على كفّيكِ دمي


و بين شفتيكِ بقايا فمي


و عى نهدك العاجيِّ ودّعتُ نسريني ...


و سِرتُ


و صُلِبتُ


و قُتِلتُ


مجنونٌ أنا ...أعلم بأنك قاتلتي


و سرتُ إليكِ ... و تركتُ قافلتي


لكن ليسَ ذنبي


إنها شياطيني....إنها شياطيني....

إبتهالات ... (( 44 ))

إنني يا حبيبتي ... لستُ كباقي الِرجال ...
إنني أكثرُهُم قوّةً
و صبراً و احتمال ...
إنني أشجَعُهم
أشرَسَهُم
أكثرَهُم جَمَال ...
أبسطهُم
أودَعُهم أغدو كما الأطفال ...
عندما تكونينَ معي يا حبيبتي
أصبحُ أحدَ أقطابِ الخَيَال ...
أصبحُ سهلاً كـ الماءِ
وارفاً كـ الظلال ...
سخيّاً كالشمسِ
مكشوفاً كـ الرمال ...
هذا و أنتِ معي يا حبيبتي
و من دونك جهنّم و بئس المنال ....

إبتهالات ... (( 43 ))

في أتونِ كفِّها إعصارُ...

ألف ثكلى في الهوى

و ألف موجةٍ .. و دمارُ...

و نهدٌ جائعٌ

و آخر ظامئٌ

متربصان رجلاً تائهاً

قد تسوقهُ في غفلةٍ ..أقدارُ...

و شعرٌ مدلهمٌ لا حدودَ لهُ

ساكنٌ كـ ليلٍ كلّهُ أسرارُ...

و شفاهٌ تشققت عن لوعةٍ

تناثرَت على ضفافِها أقمارُ ...

و قد ثائرٌ لم تُدرِكهُ أزمنتي

سهولٌ خضرٌ

و شوامخٌ و بحارُ...

و كفٌ حريريٌ إذا ما راحَ يلفَحُني

دارت بي الدنيا

و ضاعت بي الأفكارُ...

حتى إذا ما رحتُ أسألها

ضاع السؤالُ

و سائلٌ و حوارُ...

إبتهالات ... (( 42 ))


قولي أحبُّكَ و ارحلي


تلكَ الحروفُ لا أريدُ سِواها


قوليها كي تُصبِحَ الشمسُ منزلي

و لترمي كلُّ الورودِ شَذَاها

و أضيعُ ما بينَ حُقولي و خمائلي

و تعودَ قصائدي لصِباها

قوليها كي تشعلينَ أناملي

و شفاهاً فارَقَت نشواها

جفَّت عروقي يا قاتلي

و رجولتي لم أعُد أقواها

إنها حروفٌ لا تكلِّفُ شيئاً يا حبيبتي

لكنها تجعلني إلهَ القصيدةِ و مولاها ...

إبتهالات ... (( 41 ))


أرجوك سيدتي


امنحيني جوازَ سَفر....

تصريحَ عبورٍ


خارجَ أسوارِ السَكَر....


ساعديني


أعطِني يديكِ


شَفَتَيكِ


نهداً واحداً


كي أصبِحَ أوَّل رجلٍ


تنفّسَ على سَطحِ القَمَر....


و أوَّلَ رجلٍ ابتلعَ الشَمس


و أوَّلَ رجلٍ غيَّرَ أشراطَ القَدَر....


و خُصلةَ شعرٍ أهمَلتِها


كي أكتب شيءً


ما حُدِّثَ عنه


و لم يأتِ في خبر....


مجنونٌ أنا سيدتي


لا تتفاجئي إن رأيتني ذاتَ يومٍ


أحدِّثُ عنكِ الطيورَ


و أكلّمُ الجُدرانَ و أنامُ معِ الصُوَر ...

إبتهالات ... (( 40 ))

أربعون..!!

خمسون ..!!

ستون..!!


سبعون..!!


قارَبتُ على الغليان...


أسعفيني سيدتي بالتوتِ..


بالياقوت..
بالرمان...

أدركيني يا أميرتي

قبل أن أتحول من رجلٍ .. إلى دخان...

إبتهالات ... (( 39 ))


علميني يا حبيبتي .. بعضَ ما تُتقِنين...


علميني حبسَ أشواقي


و جمعَ أوراقي


إذا ما راحَ شعرُكِ يذروني في حُقولِ الياسَمين...


علميني إخفاءَ لهفتي


و إطفاءَ ثَورتي


إذا ما رُحتِ في أُذني تَهمِسين...


علميني القتلَ بالعيونِ


و إشعالَ النارِ في أجسادِ المُعجبين...

علميني كيف أقبِّلكِ دونَ أن تلتَهِمَكِ شفتاي


و كيف ألامِسُكِ و تبقى يَدايَّ


و كيفَ أجمعكِ إذا ما رحتِ تَتَبَعثَرين...


علميني أن أكونَ رجلاً كباقي الرِجال


و كيف أخلعُ أثوابَ الأطفال


و أقاومَ جُنونَكِ إذا ما رُحتِ ترقُصين...

علميني فإنني طفلٌ يا حبيبتي


لم أبلغ حتى الآنَ ..تسعَ سِنين...

إبتهالات ... (( 38 ))

ليسَ ذنبي يا حبيبتي

أنك لست لي...

ليسَ ذنبي يا حبيبتي


أنَ حُبكِ قاتلي...


إن كنت سألوم الله يوماً
فلأنهُ

جاءَ بكِ قُربي


و قطّعَ ياديَ


و اجتثَ أناملي ...

إبتهالات ... (( 37 ))

اليومُ يا حبيبتي سأعترفُ بكلِّ شيء ...

سأقولُ كلَّ شيء...

و لن أخفي أيَّ شيء ...


إنني أحِبُكِ


لا أعلمُ لماذا


هذا كلُّ شيء ...

إبتهالات ... (( 36 ))

سيدتي لن أطلبَ مِنكِ أكثر

أنا رجلٌ يرضى بالقليل

قبلةٌ تكفيني لأسكَر


و أخلقُ الشِعرَ مِن طيِّ المُستَحيل


و أجعل الحبرَ تاريخاً يُسطّر

و النساءَ أساطيراً تروى في كلِّ جيل


و الشفاهَ عقيدةً


و النهدَ قيصر


و العيونَ أمانٍ


و الأشواقَ سَيل


ساعديني كي أتحضّر


إنني رجلٌ لا يطلبُ المُستحيل ...

إبتهالات ... (( 35 ))

سبعُ أعوامِ يا حبيبتي


و ما زلتُ على نَزَقِ الثورة الأولى


ما زال عِطرُكِ سَيدتي

يُحاصِرُني



يسلُبُني صَبري


يَهزِمُني .. دائماً في الجَولةِ الأولى


يطرَحُني عِشقَاً


يُشعِلُني


ينزعُ فَـــتيلَ الرُجُولة



يفتِشُ أشيائي و يسرِقُني



يتسرَّبُ مِن جِلدي ويسكُنُني



يمتَصُّ دَمي



و يشرَبُني



و مِن ثُم يرميني ... هزيلاً كسولا




و بعدها كــَ السُكرِ يَهجُرُني



لا حيّاً يُنادى لهُ


و لا جُثــــّةٌ فّيُقـــــالُ ...مقتولا

إبتهالات ... (( 34 ))

هي ريح فكيف لا أنحنِ...
هي صخبٌ
غضبٌ هستيريٌ
خطيئةُ الأقمارِ بطُهرِ الأنجمِ...
فإذا ما انحنيتُ لماءِ رجولتي
أفلا أنحني لقطفِ السوسنِ...!!

إنني رجلٌ لا حدودَ لهُ
أقدم خنجري لمن أهوى
إن أرادَ سفكَ دمي ...

إبتهالات ... (( 33 ))

اليومَ يا أميرتي كتبتُ لكِ قصيدة

نقشتُها بحبرٍ مِن دمي...

أسميتُها العقيدة

أسميتُها أنتِ و عالمي...

أسقيتُها عُروقي وريداً و ريدا

أضأتها بالشمسِ

علقتُها على حِبالِ الأنجُمِ...

حِكتُ لها ثوباً

وشاحاً فريدا

خيوطُهُ مِن شَعري

مطرَّزٌ بشفتيَّ و أزهاريَ و مواسِمي

حروفها قليةٌ لكنها بعيدةٌ بعيدة

بطولِ اشتياقي و تضرُّمي

أحـــــــِــــــــــــــــــــــــــبُكِ

هذه هي العقيدة ..لا أعرِف سِواها اعذُريني ..

هذا ما خطّهُ قلمي....

إبتهالات ... (( 32 ))

كتبتُ ألفَ قصيدةٍ للنساء...
أحرقتُ الحروفَ كلها
أشعلتُ الكلمات .. جعلتُها دماء...
نزفتُ كل حبري
تعريتُ أمامهن بلا حياء...
كلهنَّ شاركنَ في قتلي
كلهنَّ لعِبنَ بخصائلي
و تقاسمنَ أناملي
و قبلنني بالخفاء...
كلهنَّ شاركنني أسرارهنَّ
و أهدينني شفاههنَّ
و نهودهنَّ
و نجوم السماء...
إلا أنت يا أميرتي
لم تغريكِ رجولتي
و شفاهي الحمراء...
الحمقاء...
هل أحاول مجدداً..؟؟
قولي...!!
أتعبني العناء...

إبتهالات ... (( 31 ))

أيا امرَأةً
أغادرُ في شَعرِها زَمَني...
أسافِرُ زَحفَاً
من شدّةِ الوَهَنِ...
يسيلُ نحوي كشيءٍ لا ظِلالَ لهُ
يهاجِمُني بغتةً ..و يَصرَعُني...
يراقِصُ جِلدي
يُداِعبُهُ
يُخدِّرُني تارةً و يُنعِشُني...
سيدتي لا تترُكيهِ للريحِ تَنثُرهُ
فإذا ما ضِعتُ
مَن ذا الذي سيجمَعُني...
أبقيهِ مُقيداً مَحبوساً في جَدَائِلهِ
أخافُ أن يُرديني قَتيلاً
قبلَ أن يَلثمُكِ فَمي...

إبتهالات ... (( 30 ))


اليوم سيدتي سأعترِفُ بكلِ شيءٍ
سأقولُ كلَ شيء
و أقدمُ أيَّ شيء
و أقبلُ كلَ شيء
اليوم سأخلعُ رجولتي على أطرافِ السَرير...
سأشعلُ الليلَ
وكلَّ أثوابِ الحرير...
سأعلِّمُ نهدَيكِ طعمَ فمي
و شفتيكِ ستلقَيانِ نفسَ المصير...
لن أخفي عنكِ شيءً اليوم
ستعرفين من يقبعُ في جلدي
و من يصنعُ للأنثى أثير...
و من يطعمُ الشمسَ الوقودَ
و من أين تأتِ العصافير...
اليومَ ستعرفينَ
لما حذّروكِ منّي
ولِما قالوا عنّي.. خطير...