جـــاءت معذبتــي
يا ليــــلُ فانتظـــرِ
و أتــرع الكــــأسَ
مــن أطهــرِ العــرقِ
جاءت من
كنتُ بالأحلامِ أرسُمهـا
اليوم سأرسم الشآمَ حبراً على الورقِ
و سأملئ الكــأسَ كلّمـا فرِغَــت
حتــى أفــارقَ
الدُنيـا أو ينتَهـي أرقـي
تعـال يا خَـدَري
و انســلّ في جَسَــدي
ما نفع ذاك العقـلِ
في ظُلمــةِ النَفَـقِ
أطفـئِ الوعـيَ
كـادَ الوعـيُ يخنِقُنــي
كسّر ما استطعــت
فقد هدّنـي نَزَقي
شآم يا عرســي
مدي لمـن يهواك يداً
تَسحبـهُ ... تُرجعـهُ
... مـن لجـةِ الغَرَقِ
شوقـي إليـكِ
نسيـتُ كيــفَ أكتبـــهُ
ضــاعَ الكلامُ
ما بيـنَ اللّـبِ و الحـدقِ
ريحُكِ يا شـامُ
عابقٌ ما زال في نَفَسـي
حتى ظننتُ
الياسمينَ نمى على عُنُقي
شاركينــي يــا
حبيبتـي أوجاعـكِ فأنا
رجلٌ خلقـتُ
للحـزنِ و للهِجرانِ و الحُرَقِ
ما دام ليلٌ
مهما طـال الســـاهرون به
و لا بد للصبح
أن يتلـو ســاعة الغسقِ